وتنويرا للرأي العام الوطني، وبغض النظر عن مكان اكتشاف القطعة الحجرية، يعلن المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، استنادا إلى فحص الصور الذي أجراه السيد عبد العزيز الخياري، أستاذ بنفس المعهد ومتخصص في الكتابات القديمة، أن القطعة الحجرية هي شاهد قبر يحمل نقيشة جنائزية عبارة عن سطر عمودي ومكتوبة بالحروف الأمازيغية الليبية libyques (وهي الحروف التي كتبت بها اللغة الأمازيغية قديما والتي اشتقت منها حروف "تيفيناغ"). وتنتمي النقيشة المذكورة إلى الحقبة القديمة السابقة ، وهي مشابهة من حيث نوع ومميزات الأبجدية الأمازيغية الليبية المستعملة فيها لنقائش أخرى عثر عليها سابقا بكل من عين الجمعة (في الجنوب الغربي من الدار البيضاء) وسيدي العربي بضواحي المحمدية والنخيلة بمنطقة سطات وسوق الجمعة بمنطقة المعازيز، ومناطق اخرى ..
وتكتسي هذه الوثائق اهمية كبيرة من الناحية الثقافية والتاريخية والكتابية، إذ تعتبر مؤشرات واضحة ودلائل ملموسة حول تعمير المنطقة خلال الحقبة القديمة وحول تداول الكتابة الأبجدية الأمازيغية، ويمكن أن تسهم مستقبلا في تسليط الضوء على خصائص اللغة الأمازيغية القديمة التي لا زالت معرفتنا بها جد محدودةجدا.
إرسال تعليق
أترك لنا رأيك في التعليقات