سعيد أشتوك :
هو احد أشهر الروايس وشعراء سوس،
ولد سعيد بزران المعروف بسعيد أشتوك حوالي سنة 1925
بقرية بزوران التابعة لقبائل شتوكة المعروفة،
ومن هنا جاء إسمه الفني نسبة لقبائل شتوكة،
بدأ بالغناء وكتابة الأبيات الشعرية في سن مبكرة ،
ليس في فن الروايس بل في فرع من فروع أحواش المسمى أجماك،
ما سمح له بصقل مواهبه الفنية والشعرية،
بعدها أسس فرقة موسقية في فن الروايس تحت رئاسته ضمت مجموعة من الروايس المبتدئين أنذاك والذين أصبحو اليوم مشاهير أبرزهم الرايسة فاطمة تباعمرانت و الرايسة رقية الدمسيرية ..
وفي سنة 1989 كانت وفاته في مدينة الرباط تاركا ورائه إرثا فنيا كبيرا حيث ما تزال مقاطعه تلقى إقبالا من طرف عشاق الفن الغني بالكلمات الشعرية الجميلة ،
يذكر أيضا أن كلمات سعيد أشتوك وأبياته الشعرية يستخدمها الكثير من الفنانين حاليا ..
التأثير :
يعد الرايس سعيد بيزران المعروف بسعيد أشتوك أحد الفنانين المجددين في تقديم المضمون الشعري وتبليغه ضمن إطار فن “تارايست” ، حيث استطاع التأثير على جيله من الفنانين الكبار أمثال: أهروش , الدمسيري , بيهتي … وفرض مكانته في مدرسة الحاج بلعيد ،
كما كان لخطه الفني استمرار بفضل الفنانين الذين تتلمذوا في فرقته.
النسب :
كما اشرنا سابقا ولد الرايس سعيد أشتوك بقرية بيزوران، قبيلة إدَاوْبوزيا في الثلاثينات من القرن الماضي، وكان أبوه فقيها مشارطا أصله من أيت صواب (قرية أيت واغزن)، على يد أبيه تعلم القراءة والكتابة وحفظ شيئا من القرآن الكريم في كتاب القرية، لكن سرعان ما تعاطى للعمل، وولع بالشعر والغناء سواء بالآلة أو بالدف في مراقص “أجماك” بالمنطقة ، وكان يحاكي في الغناء الفردي جيل الرواد (بلعيد، أنشاد، بودراع…..) ويتحلق حوله المعجبون به من الصبيان والشباب.
الفرقة الموسيقية :
وفي سنة 1958 سيتعرف على أحمد أمنتاك عن طريق عبد الله أشتوك، ثم ينضم إلى فرقته، ليشكل بعدها فرقته الخاصة من العازفين والمنشدين مثل: عبد الله بيزنكاض – عبد الله أشتوك – عبد الله أعشاق – العربي أسموكَن – جامع الحامدي – لحسن الفطواكي – إبراهيم أشتوك – جامع أزيكي … ثم من الفنانات: رقية الدمسرية – فاطمة الناشطة – وفاطمة تباعمرانت…
كما أن أشتوك فرض مكانته بين جيل قوي من الروايس أمثال: عمر واهروش – محمد ألبنسير – عبد الله بن ادريس – أحمد بيزماون – المهدي بن مبارك – إبراهيم بيهتي… حيث أُنشدت أروع القصائد، واشتدت المنافسة في النظم والتلحين وتجويد الأداء، كما نشأت معارك أدبية شعرية خفية تارة وظاهرة تارة أخرى.
الشهرة :
بفضل شهرته الواسعة، وكثرة محبيه، والشغوفين بسماع روائعه، قام بزيارة عدة دول أوربية، كما أحيى حفلات لمحبيه في جل مناطق الوطن، وهو ما يفتخر به في عدة قصائد، مذكرا بأن المال والطمع ليسا غاية لفنه، والملاحظ أنه لا يستغرق في المدح إلا إذا أيقن أن الممدوح أهل لكل ثناء وحسن ذكر، متجنبا الاستجداء الذي أفقد بعض الشعر قيمته، وحط من قدر أصحابه في أعين المتلقين، ولم يُعرف عن أشتوك أنه غنى في “الحلقة” كما هي عادة الكثير من الروايس إلا مرة واحدة كان فيها متفرجا ثم اضطر للدخول إلى حلقة أستاذه أحمد أمنتاكَ بأكادير للدفاع عن هذا الأخير بعدما سمع كلاما أثر فيه خارج الحلقة.
الثقافة :
وعن ثقافته الموسيقية، فقد أتقن الضرب على “تالُّونت” (الدف) منذ الصغر، ثم تعلم العزف على “لوطار” فأتقنه كما أتقن العزف على “الريباب”* والضرب على “الناقوس” فجمع بين التوقيع على الآلات الوترية، وإتقان الإيقاع وتجويد الأداء بفضل ما يتمتع به من حنجرة جيدة، ويكون في أوج عطائه وسعادته حينما يساعده المحترفون في فرقته ولا يتغيب منهم أحد، ويلتقي بجمهور متذوق يجمع بين التلقي الواعي والمتعة الفنية،
في جانب آخر لم تكن لدى الرايس سعيد ثقافة مدرسية عميقة، ولكن ثقافته كانت شعبية من التجارب الحياتية ومن الإحتكاك بكبار الشعراء .. ، فهو يمتلك دراية بعادات سوس وتقاليدها، وله علم واسع باللغة الأمازيغية السوسية، يعرف الألفاظ المؤثرة، ويتقن بناء العبارة والصورة الشعرية الأخاذة، ويوظف المثل والتشبيه والكناية، خصوصا في غرض كثر فيه النظم كالغزل وبات التجديد فيه أمر صعبا، كما كانت له ثقافة دينية تشوبها نزعة صوفية من حيث الاعتقاد في الزوايا والأولياء والصالحين المتبرك بهم، والداخلين في طقوس الاجتياز الشعري (أحمد أوموسى، مولاي إبراهيم، مولاي الحاج..)، كما يظهر بجلاء في مقدمات قصائده المشهورة.
أما اجتماعيا فقد كان أشتوك عضوا في جماعة بلفاع وشحه السكان بوسام تمثيلهم بعد أن أسدى للناس وللمنطقة خدمات جلى، كما كان محبا لكرة القدم مدعما لأندية المحلية في: بيوكَرى، أيت ملول، إنزكان وبنسركَاو، ماديا ومعنويا، كما أنه فلاح مثابر وبناء مجد لا يتوانى عن تقديم يد المساعدة لكل من التجأ إليه من أبناء المنطقة.
الوفاة :
توفي الرايس سعيد يوم 07/09/1989 وترك تراثا أكثره مجهول طاله النسيان والاندثار2، أما أغانيه المشهورة فهي: أيامارك، ضيامان، ألايهنيك، ليقامت، لاوصاف ن زين، تاماضونت، رواح أنمون،… وغيرها كثير.
المدرسة الفنية :
يعتبر الرايس سعيد أشتوك مدرسة للشعر والغناء ومن أهم السمات التي تميز بها المسار الفني للرايس سعيد اشتوك ما يلي:
1 رفضه لتسجيل أغانيه استجابة لرغبة والده –الفقيه- الذي كانت له رؤية متشددة تجاه الفن، وهو نفس موقف الحسين جانطي وإبراهيم بيهتي رغم اختلاف الأسباب،
2 ممارسته للإرتجال الشعري في حفلات “أجماك” السائدة بأشتوكن حيث تحاور مع الشعراء “إيماريرن”
3 إتقانه لشعر “أساراكَ” في السهرات الغنائية، وهو ما أكسبه احترافية عزّ نظيرها، واكتسب من خلالها نفسا شعريا طويلا لا يُشعر الناس بالرتابة والملل،
4 تميزه بذوق أدبي رفيع يمكن من توظيف كثير من التراث الأدبي والشعري في سياقات مناسبة ولأغراض محددة،
5 الإبداع في الألحان بإنتاج المؤثر منها والقادر على الأخذ بألباب المتلقين.
6 أداء المنظومات الغزلية الخارجة عن المألوف والمتميزة بالتعفف مع تثوير العاطفة وتوليد المعاني المختلف بفتح المجال واسعا أمام التأمل والتأويل والخيال.
هذه السمات وغيرها جعلت الرايس سعيد أشتوك، يندمج كلية في عملية الإبداع والأداء الفني، مما يعطي لفنه طابع الأصالة والإنسانية والاحترافية، ويذهب البعض إلى أن الفراغ الذي تركه في فن تدبير السهرات لا يمكن تعويضه، يقول إبراهيم بيهتي في رثائه:
"أشتوك سعيد لكمخ تاوالانس رايس ؤساراكَ ؤلا لياقين نس ئخد ئفوغ ئكَلين س ئسوياسن ئخد ئلوح لهاوا ورا صرموين أرد ئلين ئزلاين ن تافوكت وايني غاساد ئموت خيصينانخ ؤرتا جود ئبايين واناونس" ....
إرسال تعليق
أترك لنا رأيك في التعليقات